Abstract
تقوم هذه الدراسة على تحليل مفهوم الانسجام التداولي في سورتي: "فاطر وغافر"، في ضوء تحليل الخطاب، وذلك من خلال اختيار محوري: السياق والمعرفة الخلفية. وهدفت الدراسة إلى بيان مدى فعالية الانسجام التداولي في السورتين الكريمتين، ومعرفة قدرة تحليل الخطاب على وصف التماسك التداولي، وتوظيفه في تعلم اللغة العربية للناطقين بها وبغيرها، وتيسير تعليمها لهم. وبيّنت النتائج أن سياق سورة: "فاطر"، تمّ بين الأحداث الكلامية، من خلال: المرسِل، والمتلقي، والمشاركين، ومعرفة الزمان والمكان، وغيرها. وكلما توفر لدى المستقبِل معلومات عن هذه المكونات، تكون أمامه حظوظ قوية لفهم الرسالة وتأويلها، ووضعها في سياقها الصحيح. واتسم سياقها بعدة سمات، هي: التوحيد، والعبادة، ومحاربة الشرك وغيرها. وهي مؤشرات يمكن اختصارها في مسألة العقيدة الكبرى: التوحيد الخالص لله. ووضَّحت السورة حقيقتين جوهريتين في غاية الأهمية، هما: الحركة والحياة، وهما الأصل في الكون، لا السكون والموت. وأن النص القرآني يصنع سياقه التأويلي بنفسه، وهو سياق ممتد (متواصل/ مستمر). وتعد المعرفة الخلفية (استعمال معرفة العالم): عملية مهمة لفهم الخطاب وتأويله، ويمكن توقعها، أو التنبؤ بها، من خلال افتراض المتكلم توفّرها لدى المستمع، عندما يصف موقفاً معيناً. وتم تمثيلها من خلال: الذكاء الاصطناعي،وعلم النفس المعرفي. وحصل التناص في سورة: "غافر"، بين المرسِل والمتلقي؛ وذلك لبيان عظمة الخالق، ووحدانيته، وهيمنته على الكون جميعاً، وللتذكير بعقابه لمن كفر وعصى. وأن العلماء العرب القدامى ساهموا مساهمة كبيرة في هذا الميدان، من خلال دراسة علوم القرآن الكريم والبلاغة العربية.
This work is licensed under a Creative Commons Attribution-ShareAlike 4.0 International License.