الملخص
الباحث في رسومات ناجي العلي الكاريكاتيرية يجد أن السجن يأخذ حيزا فيها؛ وتجلى ذلك في سياق الانتصار للقضايا العربية العادلة بعامة والقضية الفلسطينية بخاصة، وقد برز السجن لديه عبر عناصر ومقومات متنوعة، تبدو في صورتين الأولى نمطية، تقدمه بصورته المادية المباشرة التي تعتمد في بنائها على أدواته بوصفه مكانا للقمع، والأخرى رمزية ذات دلالة غير مباشرة وغير نمطية؛ إذ يظهر بأدواته دالا على الواقع المؤلم أو الخضوع والاستسلام والتبعية السياسية. ويأتي تناول صورة السجن في سياق المفارقة في تشكيل الصورة الكاريكاتيرية التي يظهر السجن موضوعا لها ، ويمكن استجلاء ذلك عبر البحث في العناصر المكونة للسجن ، وهي؛ السجين ــــ السجان ــــ السجن ــ ؛ علما أن الفصل بين هذه العناصر لا يبدو ممكنا في الظاهر، لكن الاتجاه نحو الفصل يعتمد على العنصر المحوري في الصورة الكاريكاتيرية؛ فالمتتبع للصور الكاريكاتيرية المتضمنة لهذه العناصر يجد أن التركيز على العناصر يتصل بالموقف والرؤية التي يعبر عنها العلي. وقد اعتمد الباحث على المنهج الوصفي التحليلي في تناوله للرسومات الكاريكاتيرية ذات الصلة بموضوع السجن ، وقد بدا جليا أن السجن أخذ حيزا في أعمال ناجي العلي الكاريكاتيرية ، وظهر في صورة أبعد من الصورة النمطية ذات الدلالة الحسية المعروفة، إلى دلالة معنوية ذات أبعاد رمزية .
هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution-ShareAlike 4.0 International License.
الحقوق الفكرية (c) 2023 مجلة جامعة الاستقلال للأبحاث